شهدت السنوات الأخيرة تحولًا في النمط الاجتماعي التقليدي المتعلق بالعلاقات الزوجية، حيث أصبح زواج النساء برجال أصغر منهن سنًا أكثر انتشارًا، مما أثار تساؤلات حول الأسباب والدوافع النفسية والاجتماعية لهذا التوجه الجديد.
بينما كانت الأرقام تشير إلى أن 56% من النساء يفضلن الزواج برجال أكبر منهن بفارق يتراوح بين 5 إلى 15 سنة، بهدف تحقيق الأمان والاستقرار، باتت نسبة كبيرة من النساء يتجهن لاختيار شركاء حياة أصغر منهن سنًا.
العمر مجرد رقم: هل يحدد فارق السن نجاح العلاقات الزوجية؟
وجهات نظر مختصين
الاستشارية النفسية والأسرية، منى غازي، ترى أن نجاح لا يعتمد على فرق العمر، بل على أسس أخرى مثل التفاهم والاحترام المتبادل.
وأوضحت خلال حديثها لبرنامج الصباح على سكاي نيوز عربية: “العمر مجرد رقم إذا توفرت أسس سليمة للعلاقة الناجحة”.
وأضافت أن المجتمع بات أكثر تقبلًا لهذا النمط من الزواج نتيجة تطور الفكر والثقافة، مشيرةً إلى أن التوافق النفسي والاجتماعي هو العامل الأهم في نجاح العلاقة.
الدوافع النفسية والاجتماعية
تحدثت منى غازي عن الفرق بين العمر الزمني والعمر العقلي، موضحة أن النساء اللواتي يتمتعن بالاستقلالية والنضج يمكنهن بناء علاقة ناجحة مع رجال أصغر منهن سنًا إذا كانت المعايير الأخرى متوافقة.
وأضافت: “المرأة قد تجد في الرجل الأصغر حنانًا ودعمًا، بينما يجد الرجل في المرأة الأكبر مصدرًا للنضج والاستقرار”.
تأثير وسائل الإعلام
وسائل التواصل الاجتماعي والمشاهير لعبوا دورًا كبيرًا في تطبيع فكرة الزواج برجال أصغر منهن.
وأوضحت منى غازي: “بعض قصص نجاح المشاهير ساهمت في تغيير المفاهيم، حيث بدأ الناس يرون أن الحب والتفاهم أهم من العمر”.
تحديات وتحفظات
رغم هذا التغيير، لا يزال هناك تحفظات اجتماعية خاصة في المجتمعات العربية، حيث يُنظر أحيانًا إلى فارق العمر على أنه عائق، خصوصًا إذا تجاوز هذا الفارق حدودًا معينة.
وتُظهر هذه الظاهرة تحولات اجتماعية تعكس تطور التفكير وتغير النظرة التقليدية للعلاقات الزوجية. ومع ذلك، يبقى التفاهم والانسجام بين الطرفين هو العامل الحاسم في نجاح أي علاقة، بغض النظر عن فارق العمر