توجه رئيس الجمهورية، اليوم الإثنين 21 مارس 2022، بكلمة إلى الشعب التونسي بمناسبة الذكرى 66 لعيد الاستقلال.
واعتبر رئيس الدولة أن الاستشارة الوطنية ناجحة رغم كل محاولة الإحباط والتشويه، فضلاً عن العقبات التي وضعت حتى لا يعبر الشعب عن إرادته ضمن هذه العملية الفريدة من نوعها، وفق تعبيره.
كما أوضح سعيد أن العمل سيتواصل لتنظيم الاستفتاء يوم 25 جويلية بعد أن يتم تشريك الجميع في إبداء آراهم بالنسبة للنظام السياسي الجديد لتتولى لجنة التأليف بين الاختيارات وتجسيدها في نص قانوني يقطع مع الماضي، قبل تنظيم الانتخابات يوم 17 ديسمبر.
وأوضح رئيس الدولة أن الاستقلال الحقيقي ليس فقط بروتوكولاً يبرم، بل هو أن تكون سيداً في وطنك وحراً في قرارك، وفق قوله.
واعتبر سعيد أن يوم 17 ديسمبر 2011 كان بمثابة انفجار ثوري كسر من خلاله الشعب كل حواجز الخوف والتردد، قائلاً إن المناورات تتالت فيما بعد وقيل للتونسيين “عودوا إلى بيوتكم وسنتولى أمركم”، لتتولى زمرة من الشعب قيادة البلاد إلى ما يسمى بالانتقال الديمقراطي، وفق تعبيره.
وأردف:” بعد ذلك تم السطو على الثورة.. وحين توليت المسؤولية تحملت الأمانة مخلصاً وحاوت أن أقرب بين وجهات النظر حتى يتم تغليب إرادة الشعب، لكن لم أجد سوى الأكاذيب والمناورات”.
وقال:” بعد أن تحول البرلمان إلى ساحة للسباب والشتام وجاء عدد من النواب يطالبون بحله وتدهور الوضع الصحي في البلاد .. جاء يوم 25 جويلية 2021 والتجأت إلى الفصل 80 من الدستور وهو إجراء رحب به التونسيون”.
وأوضح سعيد أنه من المهم التذكير أن مقاومة الاحتلال انطلقت قبل توقيع اتفاقية باردو واتفاقية المرسى، قائلا إن المفاوضات حول الاستقلال التام لم تكن بالأمر الهين.
وتابع:” بعد نيل الاستقلال انطلقت عملية بناء البلاد وتم إصدار مجلة الأحوال الشخصية وشرعت الدولة في إصلاح التعليم وضمان الصحة لكافة المواطنين.. لتظهر بعد ذلك ملامح المجتمع التونسي الجديد”.
وأضاف:” لكن تونس تحولت رويداً رويداً إلى دولة الحزب الواحد وقبع المناضلون والمعارضون لسنوات طويلة في السجون”.
وأكد رئيس الدولة أنه لم يكن يخفى على أحد في ذلك الحين استشراء الفساد والسطو على ثروات الشعب التونسي وهذا موثق في تقارير عدد من المؤسسات المالية الدولية، وفق قوله.
وختم سعيد خطابه بالقول أن أنواراً بدأت تلوح في الأفق لتشع على ابنائنا وأحفادنا، وفق قوله.